فوضى في كاليفورنيا .. لهيب الشتاء يحرق الأخضر واليابس ويخلف خسائر بمليارات الدولارات

تستهل الولايات المتحدة العام الحالي بأقوى حرائق الشتاء تدميرًا منذ أكثر من 4 عقود، والتي أرعبت سكان جنوب كاليفورنيا وتحديدًا سكان لوس أنجلوس، رغم أن مثل هذه الظاهرة لا تقع عادة في الوقت من العام.

وكان الأمر أشبه بفليم حركة تقليدي محكم السيناريو، سريع، لا يمكن التنبؤ بأحداثه، حيث تزامنت الرياح مع ظروف الجفاف والغابات ودرجات حرارة الهواء المرتفعة، لتشكل كارثة بيئية واقتصادية، فكل ما يتطلبه الأمر هو شرارة لإشعال الأحداث.



ولم تقع الحرائق حتى صباح يوم الثلاثاء، لكن في غضون ساعات قليلة، كان حريق خطير يهدد حي باسيفيك باليساديس في غرب لوس أنجلوس، ويتسع بسرعة كبيرة لدرجة أن بعض السكان تركوا سياراتهم على الطريق وفروا سيرًا على الأقدام.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
 

ومع أوامر بإجلاء عشرات الآف من السكان، وتأجيل أعمال الشركات والمباريات، حدثت حالات نهب وسرقة، بالتزامن مع احتراق آلاف الأفدنة ومئات المباني، فضلًا عن الوفيات والإصابات، فماذا يحدث في أمريكا قبل تولي الرئيس المنتخب "دونالد ترامب"؟

حرائق غير مسبوقة

- حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، الثلاثاء، من طقس مواتي للحرائق في المنطقة المحيطة بلوس أنجلوس، وهو أول تحذير من نوعه في الولايات المتحدة خلال شهر يناير، وبحلول صباح الأربعاء، انتشرت 3 حرائق عبر 4500 فدان حول المدينة.

- هبت رياح "سانتا آنا" العاصفة التي نفثت في النيران بسرعة 100 ميل في الساعة، وتزامن ذلك مع تداعيات التغير المناخي، وبعد نمو مساحات شاسعة من الغابات بفضل الأمطار الغزيرة، قبل أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة القياسية في تجفيفها وتحويلها لوقود سهل الاحتراق.

- تسبب حريق باليساديس في تدمير أكثر من 17 ألف فدان من الغابات والعديد من المنازل والشركات والمعالم، ويظل مشتعلًا حتى الآن مع نسبة سيطرة من رجال الإطفاء تبلغ 0%، وهو ما يتشابه مع حريق إيتون الذي دمر ما يتجاوز 10 آلاف فدان.



- فيما بلغت الفدادين المتضررة من حريق هيرست 855 فدانًا، وتبلغ نسبة احتواؤه 10%، ويستمر لليوم الثاني على التوالي، فيما سيطر رجال الإطفاء على حريق ليديا بنسبة 40% بعدما دمر 348 فدانًا خلال يوم واحد، فيما شب الخميس حريق صن ست الذي دمر 45 فدانًا.

- يُعتقد أن خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بسبب الحرائق، حيث قال عمدة مقاطعة "لوس أنجلوس" إنه يتوقع ارتفاع هذا العدد، ولذلك صدرت أوامر لأكثر من 180 ألف أمريكي بالإخلاء مع احترق أكثر من ألفي مبنى.

- تأجلت مباراة كرة السلة بين فريق "ليكرز" على أرضه ضد "هورنتس" بسبب الحرائق، ولم يعلن اتحاد كرة السلة الأمريكي حتى الآن عن موعد جديد للمباراة أو كيفية التعامل مع تذاكر المباراة المؤجلة.

- وفقًا للمسؤولين، تم القبض على ما لا يقل عن 20 شخصًا للاشتباه في نهبهم المنازل والمباني داخل المناطق التي تم إخلاؤها من السكان.

خسائر اقتصادية وخطط تأمين ضعيفة

- وفقًا لشركة " أكيوويذر" للتنبؤ بالطقس، فإن أسوأ الحرائق كانت مشتعلة في المناطق من سانتا مونيكا إلى ماليبو، مما أثر على بعض أغلى العقارات في البلاد، حيث تجاوز متوسط ​​قيمة المنازل مليوني دولار.

- تتوقع " أكيوويذر" أن تكلف الحرائق المشتعلة في جميع أنحاء كاليفورنيا ما يصل إلى 57 مليار دولار من الأضرار والخسائر الاقتصادية.



- أدى وفرة المنازل في الأماكن المعرضة للحرائق إلى أزمة تأمين في كاليفورنيا، مع انسحاب العديد من شركات التأمين الكبرى من الولاية لتجنب المزيد من الخسائر، وتقدر الأضرار المحتملة في الولاية بنحو 458 مليار دولار.

- كشفت الحرائق عن فجوة في تغطية التأمين للمنازل بالولايات المتضررة عادة من الفيضانات (مثل فلوريدا) والحرائق، تصل إلى تريليون دولار مما يشكل تهديدًا بأزمة مالية حال اتساع نطاق الكوارث.

طورائ فيدرالية والبنتاجون يتدخل

- وافق الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أمس الأربعاء على إعلان حالة الطوارئ الفيدرالية في كاليفورنيا، لتوفير الأموال والموارد اللازمة لمكافحة حرائق الغابات.

- نُشر ألفي عضو من الحرس الوطني لمساعدة رجال الإطفاء المحليين، والذين تجاوزوا 7500 رجل إطفاء، وقالت "جانيس كوينونيس" الرئيسة التنفيذية لدى إدارة المياه والطاقة في لوس أنجلوس: "الطلب على المياه كان أربعة أمثال معدلاته الطبيعية".



- قال وزير الدفاع "لويد أوستن" خلال مؤتمر صحفي، إن البنتاجون على استعداد لزيادة الدعم للاستجابة لحرائق الغابات، وأضاف أن ذلك يشمل تقديم أصول جوية فيدرالية يمكن لكاليفورنيا أن تطلبها للمساعدة في مكافحة الحرائق من السماء، فضلًا عن الأفراد والمعدات.

- بينما لم يتم تحديد مصادر الاشتعال لهذه الحرائق بعد، عزا المحللون الأمر إلى سقوط خطوط الكهرباء بسبب الرياح العاتية، وهو ما أدى إلى اندلاع حرائق مدمرة في كاليفورنيا خلال عامي 2016 و2017، قبل إعلان شركة "باسيفيك جاز آند إليكتريك" إفلاسها عقب دعاوى قضائية بقيمة 30 مليار دولار.

المصدر: أرقام – بلومبرج - أسوشيتد برس – لوس أنجلوس تايمز – إيه بي سي نيوز – يورو نيوز