نبض أرقام
19:10
توقيت مكة المكرمة

2025/03/15
2025/03/14

روبوتات شبيهة بالبشر: هل ستصبح رفاقنا بحلول 2030؟

2025/03/15 أرقام

- تصور هذا المشهد: إنه عام 2030، تستيقظ من نومك على وخزة لطيفة من رفيقك الآلي الذي يضاهي الإنسان في شكله وهيئته.

 

- وبعد أن حلل أنماط نومك لتعزيز نشاطك الصباحي على النحو الأمثل، يُبادر بإعداد قهوتك وتحميصها وفقًا لذوقك على وجه التحديد.

 

- وعند الظهيرة، يبدأ الروبوت في العمل معك على أحد المشاريع، يتبادل معك الأفكار والرؤى بينما تحتسي الشاي. وفي المساء، يذكرك الروبوت بالاتصال بوالديك، بعد أن تيقن من انشغالك المفرط في الآونة الأخيرة.

 

- قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، بيد أن العديد من الدراسات والأبحاث قد أظهرت أن الروبوتات الشبيهة بالبشر قادرة على تقديم الدعم العاطفي، والمساعدة في إنجاز المهام اليومية، والتخفيف من وطأة التوتر، لتغدو جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة الإنسانية.

 

كيف تتفاعل الروبوتات مع البشر؟

 

 

- تعتمد فعّالية الروبوتات في التفاعل مع البشر على قدرتها على فهم الإشارات الاجتماعية وتقليدها والاستجابة لها.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الروبوتات ذات الوجه المبتسم وحركات العين المناسبة تعزز العمل الجماعي، بينما تؤدي الوجوه الحزينة وحركات العين غير المناسبة إلى نتائج عكسية. كما أن محاكاة تعابير الوجه البشرية تقوي الروابط الاجتماعية بين الإنسان والروبوت.

 

- علاوة على ذلك، تُظهر الأبحاث أن الناس أكثر ميلًا للامتثال لتوجيهات الروبوت عندما يتحدث بصوت بشري طبيعي لا بصوت آلي.

 

- وتشير هذه النتائج إلى أنه كلما تصرفت الروبوتات الشبيهة بالبشر على نحو أقرب إلى طبيعة البشر وأكثر ذكاءً وفطنة، ازدادت جاذبيتها وقبولها في التفاعلات التي تجري بين الإنسان والروبوت.

 

شخصيات الروبوتات وتأثيرها على التعاون

 

- أظهرت الأبحاث أن التعاون بين الإنسان والروبوت يكون أكثر فعّالية عندما تتوافق شخصية الروبوت مع شخصية الإنسان.

 

- ففي لعبة الذاكرة، ارتكب المشاركون أخطاء أقل عند التفاعل مع روبوت يعكس سماتهم الشخصية. ومع ذلك، عند التعاون مع إنسان آخر، كان الأداء أفضل عندما كانت الشخصيات متعارضة.

 

- يعود هذا الاختلاف إلى الطريقة التي يدرك بها البشر الاختلافات الشخصية، مما يخلق تفاعلات أكثر جاذبية. أما عند التعامل مع الروبوتات، فيفضل الناس الروبوتات التي تتصرف مثلهم، حيث يرون ذلك أكثر أمانًا وسهولة في التحكم.

 

- يُعزى هذا التباين إلى الطريقة التي يستوعب بها البشر الاختلافات الشخصية فيما بينهم، والتي تميل إلى إضفاء حيوية على التفاعلات، مما يؤدي إلى تحسين الأداء.

 

- وعلى النقيض من ذلك، عند التفاعل مع روبوت، يفسره الناس على أنه كيان عالي التقنية ويفضلون الروبوتات التي تتصرف على نحو مماثل لهم، إذ يُنظر إلى ذلك على أنه أكثر أمانًا وأيسر تحكمًا، مما يتيح لهم التركيز بقدر أكبر على المهمة المنوطة بهم.

 

الروبوتات في التعليم والرعاية

 

 

- لا تقتصر فوائد الروبوتات على المساعدة اليومية، بل تمتد إلى التعليم والرعاية الصحية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للروبوتات اكتشاف صعوبات التعلم وتعديل أساليب التدريس، وتخفيف القلق من خلال تقديم الرفقة والدعم العاطفي، خاصة للفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن.

 

- كما أثبتت فعّاليتها في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي؛ ويشير هذا النجاح إلى أن التدخلات الروبوتية المماثلة قد تكون مفيدة للأفراد الذين يعانون من القلق أو الحساسية المفرطة، إذ تقدم دعمًا منظمًا في البيئات العلاجية.

 

- ومع تطور تكنولوجيا الروبوتات، قد نشهد الروبوتات لا كمجرد مساعدين فحسب، بل كشركاء متعاطفين في مجالات التعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية.

 

مخاطر الثقة المفرطة في الروبوتات

 

- على الرغم من الفوائد الجمّة التي تقدمها الروبوتات، فإنها لا تخلو من تحديات؛ إذ تكشف الأبحاث التي أُجريت حول الروبوتات العاطفية والثقة أن الروبوتات التي تظهر مشاعر شبيهة بالإنسان قد تفضي في بعض الأحيان إلى تقليل الثقة، لا سيما في مهام اتخاذ القرارات الخطيرة.

 

- كما يتعين على الروبوتات التي تجمع البيانات الشخصية، كالتفضيلات أو مستويات التوتر أو العادات، أن تولي أولوية قصوى لخصوصية المستخدم.

 

- فإذا ما احتفظ مساعد الروبوت المنزلي بذاكرة وجبة فطورك المفضلة ولكنه يشارك هذه البيانات أيضًا مع أطراف خارجية، فقد ينجم عن ذلك مخاوف أخلاقية.

 

- إننا بحاجة إلى آليات موافقة شفافة لضمان احترام الروبوتات لحدود المستخدم وحماية المعلومات الحساسة.

 

مستقبل التعاون بين الإنسان والروبوت

 

 

- الحقيقة أن الروبوتات بحلول عام 2030، قد تغدو رفاقًا لا يقدرون بثمن، تعزز الإنتاجية، وتقلل التوتر، وتوطيد تفاعلات أكثر جاذبية.

 

- فمن تقديم المساعدة في أماكن العمل إلى تخصيص الأنشطة الترفيهية، تعلمت الروبوتات تفسير الإشارات الإنسانية كلغة الصوت، واتجاه النظرة، وأسلوب المحادثة.

 

- ومع ذلك، مع تزايد اندماج الروبوتات في مجرى الحياة اليومية، سيغدو التوازن بين المساعدة والتعدي على الخصوصية أمرًا بالغ الأهمية.

 

- إن الوجود الواسع النطاق للروبوتات، الذي قد يضاهي شيوع الهواتف الذكية، لن يقتصر على تضخيم الطاقات الكامنة لدى البشر فحسب، بل سيختبر أيضًا الحدود المجتمعية.

 

- فهل نحتضنها كحلفاء أم نخشاها باعتبارها تدخلات في حياتنا الشخصية؟ تكمن الإجابة في التصميم المدروس: فالروبوتات التي تولي الأولوية للموافقة والوضوح والإرادة الإنسانية قادرة على تعزيز الثقة والتعاون.

 

- ومع تقدمنا نحو هذا المستقبل، فإن الأمر الأكيد هو أن علاقتنا المتطورة بالآلات لن تقتصر على تعزيز ذكاء الآلات، بل ستعيد تشكيل الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونفكر بها.

 

المصدر: سيكولوجي توداي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة