نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء محللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي على تراجع بنسبة 1.1 % ليغلق عند 11544 نقطة (- 128 نقطة)، مسجلا أدنى إغلاق منذ 3 أسابيع، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 5.1 مليار ريال.

وفيما يتعلق بالنفط.. ارتفع خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي بنسبة 1.75% أو 1.07 دولار، فيما تراجع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.4% إلى 61.29 دولار للبرميل، ليسجل خسارة أسبوعية بأكثر من 8%.

وارتفع خام نايمكس يوم الخميس بنسبة 1.77% أو ما يعادل 1.03 دولار، فيما تراجع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.6% إلى 58.29 دولار للبرميل، لتعمق خسائرها على مدار الأسبوع لنحو 7.7%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي الخميس الماضي بنسبة 0.21%، فيما ارتفع يوم الجمعة بنسبة 1.38% إلى 41316 نقطة عند الإغلاق، مسجلاً مكاسب أسبوعية بنسبة 3%.

وانخفضت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي بنسبة 2.9%، فيما زادت يوم الجمعة بنسبة 0.60% إلى 3243.30 دولار للأوقية، لكنها أنهت تعاملات الأسبوع على انخفاض نسبته 1.67%.

وقال أحمد نجم رئيس قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في  XS.com، إنه بعد أسبوعين متتاليين من المكاسب، مدعومة بنتائج أرباح الربع الأول الإيجابية وتخفيف حدة التوترات التجارية، شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعاً هذا الأسبوع. ويُعزى هذا الأداء السلبي بشكل أساسي إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط، التي لامست مستويات لم تشهدها منذ عام 2021.

وأضاف أن عدة عوامل قد ساهمت في انخفاض أسعار النفط؛ حيث ألقت المخاوف بشأن زيادة المعروض بظلالها على توقعات السوق، لا سيما مع ترقب قيام أعضاء تحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً هذا الشهر، مما يسرّع وتيرة التراجع عن تخفيضات الإنتاج السابقة. وفي الوقت نفسه، استمرت المخاوف من ضعف الطلب العالمي، والتي تفاقمت بفعل التوترات التجارية المستمرة، مما خلق نظرة مستقبلية متشائمة للنفط.

وتابع: رغم استمرار إعلانات نتائج أرباح الربع الأول هذا الأسبوع، إلا أن النتائج الإجمالية كانت متباينة. وبدا أن تركيز المستثمرين يتحول نحو إعلانات الأرباح المرتقبة الأسبوع المقبل من الشركات الكبرى ذات القيمة السوقية العالية.

وذكر أنه بالنظر إلى المستقبل، تبدو النظرة لسوق الأسهم السعودية مختلطة؛ ففي حين أن نتائج الربع الأول الإيجابية بشكل عام يمكن أن تقدم الدعم، إلا أن الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط يحد من المكاسب المحتملة ومن المرجح أن يواصل الضغط سلباً على معنويات السوق.

من الناحية الفنية، أفاد نجم بأن مؤشر "تاسي" أغلق عند مستوى 11543 نقطة، متراجعا عن مستوى إغلاق الأسبوع الماضي البالغ 11764 نقطة. وفي حال واصل المؤشر تراجعه، فإن مستويات الدعم الرئيسية ستكون عند 11495 نقطة ثم 11300 نقطة. أما في حال عودة السوق لاتجاه تصاعدي، فمستويات المقاومة تقع عند 11800 نقطة، يليه مستوى 12000 نقطة.

أما بالنسبة لأداء القطاعات، فقد كان معظمه سلبياً هذا الأسبوع؛ وشمل ذلك القطاعات القيادية مثل القطاع المصرفي، الذي سجل أداءً سلبياً على الرغم من الأداء الإيجابي الذي حققه في الأسابيع السابقة مدعوماً بإعلانات أرباح كانت غالبيتها إيجابية. كما تأثر قطاع الطاقة سلباً، لا سيما مع التراجع الحاد في أسعار النفط. وبالمثل، أنهى قطاع الاتصالات الأسبوع على انخفاض، وذلك على الرغم من الأرباح الإيجابية والداعمة التي أعلنت عنها شركة الاتصالات السعودية  (STC)، إلا أن ذلك لم يمنع الأداء الأسبوعي العام للقطاع من أن يكون سلبياً.

وقال إنه تزامناً مع تطورات السوق هذا الأسبوع، أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول نمواً سنوياً بنسبة 2.7%. تعكس هذه الأرقام الديناميكيات الحالية المؤثرة على السوق؛ فبينما يواصل القطاع غير النفطي زخمه القوي (+4.2%)، مؤكداً على أساسيات التنويع وبعض النتائج الإيجابية للشركات، فإن انكماش القطاع النفطي (-1.4%) يجسد تأثير تراجعات أسعار النفط التي ضغطت على الأداء العام ومعنويات المستثمرين. هذه الازدواجية في الأداء الاقتصادي تشير إلى أن مسار السوق على المدى المنظور سيظل يتأثر بالتوازن بين قوة الاقتصاد غير النفطي والضغوط المستمرة من قطاع النفط وبعض التطورات الخارجية.