كيف ستغير "بلوك شين" مستقبل الانتخابات؟

في بعض مناطق العمليات للجيش الأمريكي، يصعب أحيانا الحصول على البريد أو إرساله، فماذا عن التصويت في الانتخابات من الخارج، وتحدث أحد العناصر العسكرية في "البنتاجون" سابقا "ماك وارنر" في تقرير لـ"بلومبرج" عن إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تعزيز العملية الانتخابية.

أوضح "وارنر" أن 20% فقط من عناصر الخدمات العسكرية خارج الولايات المتحدة شاركوا في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، ويرى أن الحل لمعالجة هذه المشكلة ربما يكمن في "بلوك شين".

أمان رقمي

- خلال الانتخابات التمهيدية بولاية "فرجينيا الغربية"، حقق "وارنر" أمنيته من خلال برنامج تجريبي يمكن المواطنين في الخارج من التصويت عبر شبكة "بلوك شين".

- سمح ذلك لابنه "سكوت" – الملازم أول بالجيش الأمريكي في إيطاليا – من التصويت بواسطة جواله في وقت قصير للغاية مؤكدا على أنه مارس حقه المدني.

- تختبر الولاية هذه التكنولوجيا التي تعتمد على "بلوك شين" لتخزين وتأمين الأصوات الانتخابية بشكل رقمي، وذلك في الوقت الذي لا تزال تسود فيه المخاوف بشأن تدخل أجنبي في الانتخابات الأمريكية وإمكانية تورط عناصر استخباراتية روسية في انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس المقبلة.

- قالت "فيسبوك" في الشهر الماضي إنها تحقق في تدخل محتمل عبر منصتها في انتخابات التجديد النصفي المقبلة على غرار ما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

- في مؤتمر لمسؤولين عن الانتخابات الأمريكية عقد في يوليو/تموز الماضي، هيمن الجدل حول الأمن الإلكتروني على مجريات المناقشات فيما أكد البعض على أن تجربة "فرجينيا الغربية" يمكن أن تكون السبيل لمواجهة المشكلة.

- رغم أن "بلوك شين" – التي تستخدم بشكل واسع النطاق في تداولات العملات الرقمية – تمثل حلا ثوريا لتأمين الانتخابات رقميا، إلا أن علماء في الحوسبة حذروا من خطورة التصويت عبر الجوالات.

- تم تمويل البرنامج التجريبي بمنحة قيمتها 150 ألف دولار من مؤسسة "تاسك/مونتجمري" الخيرية التي أطلقها المسؤول السابق في "أوبر" "برادلي تاسك".

- من باب "الحاجة أم الاختراع، علم "تاسك" باهتمامات "وارنر"، وهو ما دفعه لتوجيه مسؤولي المؤسسة لديه للبحث في شركات ناشئة تطور برمجيات متعلقة بالتصويت عبر الجوال، وبالفعل، وقع الاختيار، بشكل تجريبي على شركة "Voatz Inc" – التي يقع مقرها في "بوسطن".

شكوك ومخاوف

- يستهدف "تاسك" التوسع في مشاركة الناخبين في العملية السياسية بالولايات المتحدة من خلال التصويت بالجوال حيث عمل كمدير لحملة عمدة مدينة نيويورك السابق "مايكل بلومبرج".

- يريد "تاسك" اختبار التصويت بالجوال من جانب مجموعات مثل العسكريين والمسؤولين الذين لا يستطيعون المشاركة في العملية الانتخابية لظروف قهرية.

- عمل "وارنر" – الذي يتولى منصب مسؤول الشؤون الخارجية بولاية "فرجينيا الغربية" – ومدير حملته الانتخابية "دونالد كيرسي" مع شركة "Voatz" لتطوير تطبيق يعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتأكيد على هوية الناخب.

- تم برمجة التطبيق بناء على قوانين "فرجينيا الغربية"، وتُخزن أصوات الناخبين على منصة "بلوك شين" ثم يستخدم مسؤولو الانتخابات أجهزة توثيق بيومترية لجمع وإحصاء الأصوات.

- استخدمت مقاطعتان في الولاية "هاريسون" و"مونونجاليا" التطبيق كنوع من الاختبار في الثامن من مايو/أيار، ونظرا لكونه جديدا، لم يستخدمه سوى عدد قليل من الناخبين بالخارج.

- أوضح "كيرسي" أن تكنولوجيا "بلوك شين" توزع وتخزن الأصوات في 16 موقعا مختلفا، وبالتالي، سيكون على شخص يحاول قرصنة أو اختراق هذه المنظومة الدخول إلى الستة عشر موقعا.

- رغم ذلك، تُثار الشكوك حول مدى تحسين أمان العملية الانتخابية من خلال "بلوك شين" حيث ذكر أحد الأكاديميين المتخصصين بجامعة "متشيجان" أن الانتخابات باستخدام الجوال يشوبها الكثير من المشكلات الأمنية التي لا تستطيع "بلوك شين" معالجتها مثل الحفاظ على إخفاء الهوية ونقل الأصوات من جوالات مخترقة ببرمجيات خبيثة، وبالتالي، يحتاج الأمر للمزيد من البحث والدراسة ربما لعقود.

- تفتقر أنظمة الجوالات إلى نسخ دعم ورقية، وهو ما سيجعل من الصعب التدقيق والتحقق من عدد الأصوات، وأعرب خبراء عن أملهم في عدم تسرع "فرجينيا الغربية" في تعميم التكنولوجيا في الانتخابات.

- رد "كيرسي" و"تاسك" أنه منذ مايو/أيار الماضي، خضع تطبيق "فوتز" للكثير من الفحص والتدقيق والاختبارات من خمس شركات أمنية كما أكدا على أن تكنولوجيا "بلوك شين" نفسها خضعت لمراجعة خارجية بداية أغسطس/آب.

- رغم عدم ظهور نتائج هذه الفحوصات بعد والانتقادات اللاذعة، إلا أن الولاية تنوي التوسع في مشاركة المواطنين بالخارج في انتخابات التجديد النصفي المزمع انعقادها خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عن طريق الجوال.

- يسهم "تاسك" بتمويلات تصل إلى 400 ألف دولار لتعزيز الجهود والإسراع في تطبيق التجربة بشكل أوسع بالإضافة إلى التشاور مع ولايات أمريكية أخرى بشأنها.