نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء المحللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة الخميس الماضي على تراجع بنسبة 1.2 % ليغلق عند 11883 نقطة (- 142 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 5.5 مليار ريال.

وفيما يتعلق بالنفط.. تراجع خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي بنسبة 6.4% أو 4.81 دولار، فيما هبط يوم الجمعة الماضي 6.5% أو 4.56 دولار عند 65.58 دولار للبرميل، لينهي مكاسب استمرت 3 أسابيع، بعد تراجعها خلال الأسبوع بنحو 9.85%.

وتراجع خام نايمكس يوم الخميس بنسبة 6.65% أو ما يعادل 4.76 دولار، فيما هبط يوم الجمعة الماضي بنسبة 7.4% أو ما يعادل 4.96 دولار إلى 61.99 دولار للبرميل، لينهي مكاسب استمرت 3 أسابيع، بعد تراجعه خلال الأسبوع بنحو 10.65%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي الخميس الماضي بنسبة 4% أو 1679 نقطة، فيما هبط يوم الجمعة  بنسبة 5.5% أو 2231 نقطة عند 38314 نقطة، وهي أعمق وتيرة انخفاض يومية له منذ يونيو 2020،  ليسجل المؤشر الصناعي خسائر هذا الأسبوع بنسبة 7.85%.

وتراجعت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي بنسبة 1.4% أو 44.5 دولار، كما هبطت يوم الجمعة بنسبة 2.75% أو 86.3 دولار عند 3035.4 دولار للأوقية، لينهى المعدن الأصفر سلسلة مكاسبه التي امتدت 4 أسابيع متتالية، بعد تراجعه بنسبة 2.55% خلال الأسبوع.

صلاح شما رئيس استثمارات الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة فرانكلين تمبلتون للاستثمار
 

وقال صلاح شما، رئيس استثمارات الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة فرانكلين تمبلتون للاستثمار، إن عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة تساهم في إعادة تشكيل الديناميكيات الاقتصادية العالمية والسياسات التجارية والأسواق المالية، بما في ذلك العواقب المحتملة على دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف شما لـ أرقام، أن إدارة الرئيس الأمريكي سارعت إلى إعادة العمل بالتدابير الحمائية وفرض رسوم جمركية باهظة على الشركاء العالميين، مما أدى إلى تأجيج التضخم والتأثير على سلاسل التوريد العالمية. وقد أدت الوتيرة السريعة للتحولات في السياسات، إلى زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع مخاطر الركود. ويعكس هذا قلق المستثمرين بشكل واضح، مع تصاعد المخاوف بشأن التأثير القوي لموقف ترامب على أرباح الشركات والنمو العالمي.

وتابع: قد يكون لهذه التحولات نتائج أوسع نطاقًا على السعودية، لا سيما مع تعرض أسعار النفط للضغط في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والظروف المالية العالمية الأكثر تأثيرًا. وسوف تساهم التحولات في السياسة الأمريكية واتجاهات المستثمرين والتحولات الاقتصادية المستمرة في المملكة بتشكيل مسار السوق حتى عام 2025.

وذكر أن السوق السعودية قد واجهت بعض التحديات منذ بداية العام، حيث انخفض مؤشر السوق السعودي بنسبة 3% تقريبًا منذ بداية 2025 حتى تاريخه نتيجةً لنقص الأرباح والتوترات الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط، وتفاقم هذا التراجع في شهر مارس. وكانت أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة الأكثر تضررًا، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 5% منذ بداية العام، في حين أظهرت أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة والمتوسطة مرونة أكثر نسبيًا.

وأوضح أنه كان لنتائج الأرباح تأثير كبير على معنويات السوق، حيث تجاوزت 40% فقط من الشركات المُعلنة التوقعات. وكان أداء القطاعات الرئيسية، مثل الطاقة والبتروكيماويات والمرافق ضعيفًا، مما أدى إلى انخفاضات كبيرة في أسعار الأسهم، في حين سجلت قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والمالية نموًا نسبيًا.

وقال إنه رغم الظروف الراهنة، لا تزال مشاركة المستثمرين الأجانب فعالة، حيث زاد إقبال المستثمرين الدوليين على الأسهم السعودية. ويعكس هذا استمرار الثقة في آفاق السوق على المدى الطويل، لا سيما في الشركات التي احتفظت بأسس قوية رغم إعادة تقييمها بسبب التقلبات السوقية، وعزز هذه الثقة انخراط المستثمرين المحليين من الأفراد والمستثمرين غير المؤسساتيين في السوق.

ولا تزال السيولة أقل من مستويات العام الماضي، مما يعكس حذر المستثمرين. ومع ذلك، فإن التدفق المستمر لرؤوس الأموال الأجنبية في السوق يؤكد استمرار الثقة في استقرار الاقتصاد الكلي للمملكة، ومع انتهاء إعلان الأرباح، من المتوقع أن يتحول اهتمام المستثمرين إلى محرك الاقتصاد الرئيسي الذي يمكن أن يدفع زخم السوق في الأشهر المقبلة.

وقال إنه على الرغم من أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تقلبات جديدة في السوق، فإن السعودية لا تزال في وضع جيد لتجاوز هذه التحديات. فالميزانية العامة، والاحتياطيات القوية، والالتزام بالإصلاحات الاقتصادية ومبادرات النمو واسعة النطاق، توفر حاجزًا مهمًا أمام العوامل الخارجية. ومع ذلك، فإننا نتوقع أن يبقى أداء السوق متفاوتًا، حيث ستتم مكافأة الشركات القادرة على تنفيذ استراتيجيات نمو ناجحة. في هذا المشهد، يُعد مديرو الأصول النشطون الذين يتمتعون بموارد قوية واستراتيجيات مجرّبة هم الأكثر قدرةً على اقتناص الفرص والتعامل بفاعلية مع تطورات السوق المتغيرة.

جورج بافل مدير عام Naga.com منطقة الشرق الأوسط
 

وقال جورج بافل مدير عام Naga.com منطقة الشرق الأوسط، إن تراجع معنويات المستثمرين ضغط على السوق يوم الخميس الفائت حيث انخفض بنسبة 1.18%، بعد فرض الرئيس الأمريكي ترامب لتعريفة جمركية أساسية تبدأ من نسبة 10% على الواردات العالمية، مع فرض رسوم محددة على دول مجلس التعاون بما في ذلك المملكة.

وأضاف بافل لـ أرقام: تماشى رد الفعل هذا مع الاتجاهات الدولية حيث عانت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم من مناخ يتسم بالعزوف عن المخاطرة. وتشير التوقعات إلى استمرار الضغط اعتبارا لمستوى الضرر المتوقع من هذا القرار، مع تزايد المخاوف من أن التعريفات الانتقامية قد تصعد التوترات التجارية وربما تؤدي إلى انكماش اقتصادي عالمي. ومما زاد من هذه التحديات أيضا، الانخفاض الحاد في أسعار النفط خلال يوم واحد، مدفوعًا بالمخاوف من أن التعريفات الجديدة قد تخفض الطلب على النفط، بينما تلقي زيادة الإنتاج المخطط لها من قبل أوبك اعتبارًا من مايو بظلالها على توقعات قطاع الطاقة. قد تواجه الأسهم السعودية ضغوطًا إضافية إذا استمر حذر المستثمرين عبر البورصات العالمية والإقليمية.  

وقال إن التأثير المباشر لهذه التعريفات على اقتصاد المملكة يعتبر محدودًا، حيث تتمتع صادرات النفط – التي تشكل غالبية الصادرات السعودية إلى أمريكا – بالحماية من خلال إعفاءات قطاع الطاقة. ومع ذلك، قد تكون الآثار الثانوية أكبر من خلال تباطؤ التجارة العالمية على نطاق أوسع والضعف اللاحق في الطلب على النفط. 

ومن الناحية الفنية، أغلق مؤشر "تاسي" عند مستوى 11882 نقطة، على انخفاض من مستوى 12025 نقطة الذي وصل إليه الأسبوع الماضي. وفي حالة استمرار السوق في الاتجاه التصحيحي فمستوى 11700 نقطة سيكون مستوى دعم مهماً تاريخياً. أما في حالة الارتفاع فمستوى المقاومة القادم سيتواجد مجددا عند 12075 نقطة يليه مستوى 12200 نقطة. 

وكان أداء القطاعات في اليوم الأخير في معظمه سلبياً حيث إن القطاعات الأساسية كالبنوك والطاقة كانت في انخفاض، وذلك كان واضحاً على أسهم مثل بنك الراجحي والبنك الأهلي وكذلك أرامكو.